روايـــة من عالم آخر

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

اتمني ان تنال القصة اعجابكم ان شاء الله

* * * * * *

اعرف مكاني جيدا .. اعرف دوري الآن .. اعرف ان اللحظة قد حانت ..

يوما مليئا بالضباب هو .. الدخان في كل صوب .. رغم رطوبة الجو المنعشة .. اشعر بالاختناق ..

المطر يتساقط ليمتزج بالعشب .. الذي يموت تحت حوافر جوادي ..

الصمت يغلف المكان و الاضواء تلوح من بعيد ..

اري القصرساكنا هناك .. و كأنه طلل مهجور .. واقفا .. صامدا في وجه الليل .. و اسراره ..

اقترب علي متن جوداي .. لا استمع الا لصوت اصطدامات حوافره بالارض الرطبة ..و صوت المطر

يتداخل معه في مزيجا عجيبا ..

تشعر و كأن وجدانك غارقا تحت المطر .. والاصطدامات تخرج منه الذكريات الأليمة في نواحي شتا ..!

اقترب من المكان في صمت ..

في هدوء ..

في سكينة و صبر ..

اقترب من الحفل الصاخب ..

المدعوون بالداخل .. خائفون من المطر ..

عجبا لما لا يخافون من دماء الابرياء اذن التي استنكرتها سيوفهم .. و صدأت منها عقولهم ؟

اقترب ..

و في داخل اعماقي نيران ملتهبة ..الغضب و الثورة و الانتقام .. عل اليوم ارتاح ..

عندما اري دماء قاتل الشهداء ماثله امامي .. غارقة بها ثيابي ..

سيكون اليوم هو اللقاء المحسوم ..

اقترب من حارس القصر الآن ..

و قبل كلمة واحدة تصدر منه .. اطيح برأسه بمقبض سيفي ..

ليسقط فاقدا الوعي ..

تمهل يا سيفي لم تبدأ اللحظة بعد .. ادخر غضبك ..

اسير ببطء كبطء الموت ..

و الضحكات ترتفع و الصخب يملأ المكان .. الجميع هناك اذن ..!

انها اللحظة المثالية امام الجميع اذن ...

علهم يعتبروا ..

اتقدم بجوادي للأمام .. اخطو فوق جسد الحارس .. و اقترب من باب القصر الخشبي..

و بحركة واحدة ترتفع قدما جوداي في الهواء لترد ثانية في وجه باب القصر الذي انفتح في

عنف تاركا اثر حوافر جوداي علي الباب ..

و اقترب ببطء ..

و لا اكترث لانتفاضة الجميع ..

و لا لصوت تحطم الكؤوس الماجنة علي ارض القصر ..

و تلتفت الاعين الي في ذعر ..

يقف الحاكم لينظر الي الضيف الغريب ..

ليتسائل من فض مجلسه بتلك الوقاحة ياتري ؟

يقف من بعيد محاولا كشف شخصيه المجهول ..

- من انت ..؟ ( في غضب و قلق .. تخيل مزيجهما .. )

لا ابالي بصياحة و هدير صوته ..

و تتسع عيون من يعرفني ذعرا ...

اذعرا مني ..؟ ام رأفة بي ..؟

اقترب من الموائد و ازيحها من جانب طريق جوداي الذي يخطو فوق الابسطة الوثيرة في ثقة ..

ماسكا سيفي في استهتار .. و لازلت اتقدم ..

- قف .. انت .. قف .. ( محاولا ان يجد حارسا واحدا يحميه )

يرتفع صهيل جوادي في قوة .. كأنه ينفض غبار تلك السنين ..

سنين الظلم .. و سنين اخفاق الحق .. و سيطرة الجشع ..

و اقترب ..

و بدأت ملامحي تتضح امام الجمع كله الآن .. بما فيهم الحاكم ..

و المزيد من الذعر و نحيب النسوة ..

- انت ..! ( في ذهول ..)

- نعم .. انـــــــــــا .. اتتذكرني ..؟

تسمر الجميع في مكانه .. تجمد الحشد .. من الخوف و من الذهول و القلق ..

- حـ.. حسبتك .. مت ..!

- لم تكن تقديراتك في احسن الاحوال ابدا ..

و استل سيفي بكل برود .. و انظر لعينيه في غضب قائلا :

- طلبت الامارة و لم نعترض ... طلبت الحكم و اعتقدناك سيدنا .. اضعفت المسلمين في كل مكان

و استعنت بالخائنين من كل صوب ..

و اضع حافة السيف علي رقبته في مهارة .. و النصل يدمي مكان التقاء الرقبة بالسيف و انا

اضغط علي اعصابي قائلا :

- الخائنون مثلك .. يستحقون الموت ..!

في هلع .. ينظر الي ..

- اين الحراس .. ( في هستريا جنونية .. ) يا حراس القصر .. يا حراس ..

ثم يجشأ بالبكاء و يقع راكعا تحت قدمي ..

- الرحمه يا سيدي الرحمة .. لك ما تريد .. لك قصري .. مملكتي .. لا اريد ان اموت .. لا اريد ..

ارجوك .. ( في توسل .. وضياع )

انظر اليه في استنكار قائلا :

قم يا حقير .. لست انا سيدك .. و انما سيدك خالقني و خالقك .. له تركع و له تصلي ..

و اليوم يوم قصاصي ..و قصاص دماء الابرياء ..

اشعر بالنار في ظهري عله سهم غادر اطلقه احد الحراس .. ولم انظر للوراء ..

ارفع سيفي اولا .. لابد من القصاص ..

يخترقني آخر ..

و صيحه الحراس تملأ القصر .. حسنا .. هذا ارتفاع كفيل بقتله ..

- لماذا ..؟ ( في انهيار تام و وجه ملاته الدموع ..)

- من اجل خيانتك العظمي .. ( اتألم من كثرة السهام المنغرزة في )

و من اجل امانة الرسول في عنقك ..

تميد بي الدنيا .. حسنا .. الا هي الا دقائق و اغادر الحياة انا الآخر و لم يعد لي ما اخسره ..

- الرحمــــ.. ( لم تكتمل صيحته تلك عندما انغرز سيفي في عنقه ..)

ظل ينظر الي في تعجب .. ينظر الي في اندهاش ..

- حسبتك .. حسبتك تنتقم لموت أخيك ..

و صوته يبتعد عني .. و مئات الحراس يقفون حولي .. و الرجال و النسوة و من اجتذبهم الصراخ ..

الكل تجمد .. الكل لم يلاحظ احتضاراتي ..

- بل لأجل الأمانة .. اولا ..

و يسقط سيفي من يدي .. ليرتطم بالارض الرخامية ليعلن موت حاكما خائنا .. التفتت اليه الانظار

و موتي ايضا ..

- ( ستوووووووووووووب ... رائع رائع رائع .. اللقطة فوق الرائعة .. ممتاز يا اكرم ممتاز .. )

تصفيق الحاضريين بالمشهد في انبهار .. المشهد الختامي .. لتلك الرواية و نهاية الفيلم ..

رواية من عالم آخر ..

عالم ملئ بالشرفاء ..

عالم ملئ بالمدافعين عن الحق ..

عالم جعل ذلك السيف رغم رداءة صنعه معلقا علي حائطا بمنزلي .. قرب فراشي ..

علي اجد الفارس .. في ليلة من احلامي ..

* * * * * *

محمد القصة جميلة جدا ما شاء الله وربنة يوفقك وتعطينا اكتر

الحمد لله انها عجبتك ..

و ان شاء الله في جعبتي الكثير زي ما بيقولوا ..

القصة الجاية عنواناها .. سلمي .. و ثمرة الحب ..

و ان شاء الله تعجبكم ..

ماشاء الله جميله جداا يا فندم القصه ... قد ايه اسلوبها راقي ربنا يكرمك , و يارب تخلينا نقرأ كتاباتك كلها هنا ... بالتوفيق

daly كتب:: ماشاء الله جميله جداا يا فندم القصه ... قد ايه اسلوبها راقي ربنا يكرمك , و يارب تخلينا نقرأ كتاباتك كلها هنا ... بالتوفيق

تسلمي اختي الكريمة .. و الحمد لله انها نالت اعجابك و لو جزء صغير ..
ان شاء الله ...
و قصتك مصير محتوم روعه و الله ..
و انتي بسم الله ماشاء الله موهوبة فعلا ..
شكرا لمرورك و ردك الكريم ..